بيان باسم منتدى النساء العربيات - عايشة وشبكة سلمى

يحل يوم المرأة العالمي والمنطقة العربية ما زالت تعيش مخاض تغييرات كبرى على المستويات الوطنية المختلفة، الأمر الذي أدى الى ضعف الإهتمام بالقضايا الإقليمية والتضامن الإقليمي بشكل عام. من أبرز هذه التغييرات الإنتهاكات الخطيرة التي تواجهنها النساء من قتل وإعتقال والتي وصلت إلى مستوى جرائم ضد الانسانية بالإضافة إلى زيادة عنف جماعات الإسلام السياسي الإقصائية المتطرفة التي تعمل على تدمير التاريخ الحضاري والثقافي للمنطقة العربية وتهدّد إنجازاتها، الأمر الذي أدى إلى تراجعات كبيرة في مجال الحريات العامة والديمقراطية، وحقوق النساء.

لقد أدت حدة الصراعات في المنطقة وما رافقها من مخططات إمبريالية إستهدفتها وأستهدفت شعوبها، بما في ذلك إستمرار الإحتلال الإسرائيلي والحصار إلى إنعدام الأمن والأمان، وتفاقم أزمة اللجوء والنزوح والهجرة للهاربين/ات من أتون الصراعات المسلحة ومن سياسات الاحتلال الاسرائيلي القمعية. حيث يتعرض وتتعرض ملايين اللاجئين/ات إلى مأساة بشرية، تترك آثارها ونتائجها ليس على المجتمعات المضيفة فحسب، إنما وبشكل خاص على النساء والفتيات اللواتي يشكلن العدد الأكبر من الضحايا. فأعداد الإمهات والنساء المعيلات لأسرهن قد إرتفعت بشكل مخيف، وانتشر العنف وعمالة الأطفال والإتجار بالبشر لأغراض الإستغلال الجنسي، كذلك تزويج القاصرات، هذا عدا عن إنتشار ظاهرة مراكب الموت التي حصدت الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم من النساء والأطفال من جنسيات مختلفة.  

ويبقى الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان يشكل مصدراُ رئيسياُ للعنف في المنطقة يحول، ليس فقط دون تمكين النساء من النهوض بأوضاعهن وتحقيق المساواة والعدالة الإجتماعية، بل وإنما ينتهك حقوقهن في مختلف مجالات الحياة المختلفة، بما في ذلك حقهن في الحياة. ويشكل الإحتلال عائقا أمام التطور الديمقراطي في فلسطين وفي المنطقة ويؤجج الصراعات ويديمها. إن هذا الأمر يلقي على عاتق النساء مسؤوليات إضافية ويضطررن إلى دفع أثمان مضاعفة على المستويات كافة، حيث تكافح ليس فقط للحصول على المساواة وحقوقهن، وإنما أيضا  للحصول على الحرية، الديمقراطية والإستقلال الوطني.

كل ذلك في ظل غياب إرادة سياسية حقيقية للأنظمة الحاكمة التي وقعّت على الاتفاقيات الدولية، والتزمت العمل على النهوض بأوضاع المرأة، فيما ما زالت النساء العربيات يعانين من تمييز قانوني وتشريعي لا يعترف بحقوق النساء الإنسانية، ولا يخصص الموارد لبرامج تمكين النساء، ويتم التغاضي عن الجرائم التي ترتكب بحق النساء، أو الإجراءات التمييزية التي تحول دون وصولهن إلى والاستفادة من كافة موارد الدولة.

إننا وفي ذكرى يوم الثامن من آذار، اليوم العالمي المخصص للاحتفال ب والإعتراف بحقوق المرأة لا يسعنا كمنظمات نسوية تسعى إلى النهوض بواقع النساء العربيات وباسم منتدى النساء العربيات – عايشة، وشبكة سلمى إلا أن نؤكد على:

·        وقف الحروب وإحلال السلام الذي يضمن حرية وكرامة وتقرير مصير شعوب المنطقة العربية،  بكل ما يتطلبه ذلك من جهود حقيقية يبذلها المجتمع الدولي لتحقيق ذلك.

·        إلتزام الحكومات العربية تنفيذ وإفعال الإتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحقوق النساء، لا سيما إتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد النساء (سيداو) بإعتبارها إتفاقيات ملزمة وتنفيذها أمر واجب على الدول.

·        مواءمة التشريعات الوطنية مع الإتفاقيات الدولية: لاسيما إتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد النساء (سيداو) وقرار مجلس الأمن رقم 1325، ومنهاج عمل بيجين والأهداف الانمائية المستدامة وطرح إجراءات قانونية ملزمة بخصوص وقف كافة أنواع العنف ضد النساء وحمايتهن.

·        تحسين تمثيل المرأة في مواقع صنع القرار وفي الحياة السياسية والعامة: وإقرار وتطبيق التمييز الإيجابي (الكوتا) لتمكين النساء من المشاركة في الحياة السياسية والعامة.

 

·        الفصل بين الدين والدولة: كضمانة وحيدة لحرية الدين والمعتقد للجميع ولضمان الفصل بين الشؤون السياسية والتشريعات.

 

·        تجريم مرتكبي العنف والتحريض على التمييز من خلال وضع قانون يحظر التحريض على التمييز والعداوة أو العنف، وتسمية مرتكبي هذه الإنتهاكات ومقاضاتهم. وشجب أعمال أية دولة ترعى الأصولية والتطرف ولا تتصدى لها.

 

·        تخصيص موارد وموازنات حكومية حساسة للنوع الإجتماعي حيث ينبغي على الحكومات تخطيط سياساتها العامة الحساسة للنوع الإجتماعي وتخصيص الموارد البشرية والمالية الكافية لتنفيذ ذلك. كما وتوفير الدعم لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق النساء والتعاون معها في لوضع موازنات وتصميم برامج حساسة للنوع الإجتماعي.

 

·        إصلاح المناهج التعليمية: بإعتبارها أولوية تهدف إلى تعزيز مفاهيم وقيم حقوق الإنسان والنساء والديمقراطية وإلى تغيير الصورة النمطية للنساء. وينبغي أن تترافق هذه العملية مع إدانة أي نمط أو تقليد ثقافي ينتهك حقوق النساء.

 

·        حماية الحقوق الإنسانية للاجئين وللاجئات في بلدان اللجوء بما في ذلك تمكينهم من لم شمل الأسرة، الحفاظ على الكرامة وحقوق الإنسان، توفير الحماية الإجتماعية، الحصول على التعليم والرعاية الصحية، والحق في العمل وفي التملك والعيش الكريم.

 

 

منتدى النساء العربيات  - عايشة وشبكة سلمى

8 آذار 2016